الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال الماوردي: قوله عز وجل: {لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون}لعمرك: قسم فيه أربعة أوجه:أحدها: معناه وعيشك، وهذا مروي عن ابن عباس.الثاني: معناه وعملك، قاله قتادة.الثالث: معناه وحياتك، وهذا مروي عن ابن عباس أيضًا وقال: ما أقسم الله تعالى بحياة غيره.الرابع: وحقك، يعني الواجب على أمتك، والعمر الحق، ومنه قولهم: لعمر الله، أي وحق الله، وفي {سكرتهم} وجهان:أحدهما: في ضلالتهم، قاله قتادة.الثاني: في غفلتهم، قاله الأعمش.وفي {يعمهون} أربعة أوجه:أحدها: معناه يترددون، قاله ابن عباس ومجاهد وأبو العالية وأبو مالك.الثاني: يتمارون، قاله السدي.الثالث: يلعبون، قاله الأعمش.الرابع: يمنعون، قاله الكلبي.قوله تعالى: {إنَّ في ذلك لآياتٍ للمتوسمين}فيه خمسة أوجه:أحدها: للمتفرسين، قاله مجاهد، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله» ثم تلا هذه الآية..الثاني: للمعتبرين، قاله قتادة.الثالث: للمتفكرين، قاله ابن زيد.الرابع: للناظرين، قاله الضحاك. قال زهير بن أبي سلمى:الخامس: للمبصرين، قاله أبو عبيدة. قال الحسن: هم الذين يتوسمون الأمور فيعلمون أن الذي أهلك قوم لوط قادر على أن يهلك الكفار، ومنه قول عبدالله بن رواحة للنبي صلى الله عليه وسلم: قوله عز وجل: {وإنها لبسبيل مقيم} فيه تأويلان:أحدهما: لهلاك دائم، قاله ابن عباس.الثاني: لبطريق معلم، قاله مجاهد. يعني بقوله: {وإنما} أهل مدائن قوم لوط وأصحاب الأيكة قوم شعيب.قوله عز وجل: {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين} يعني في تكذيب رسول الله إليهم وهو شعيب، لأنه بعثَ إلى أمتين، أصحاب الأيكة وأهل مدين. فأما أهل مدين فأهلكوا بالصيحة، وأما أصحاب الأيكة فأهلكوا بالظلة التي احترقوا بنارها، قاله قتادة.وفي {الأيكة} ثلاثة أقاويل:أحدها: أنها الغيضة، قاله مجاهد.الثاني: أنه الشجر الملتف، وكان أكثر شجرهم الدوم وهو المقل، وهذا قول ابن جرير، ومنه قول النابغة الذبياني: الثالث: أن الأيكة اسم البلد، وليكة اسم المدينة بمنزلة بكة من مكة، حكاه ابن شجرة.قوله عز وجل: {فانتقمنا منهم وإنهما لبإمامٍ مبينٍ} فيه تأويلان:أحدهما: لبطريق واضح، قاله قتادة، وقيل للطريق إمام لأن المسافر يأتم به حتى يصل إلى مقصده.الثاني: لفي كتاب مستبين، قاله السدي، وإنما سمي الكتاب إمامًا لتقدمه على سائر الكتب، وقال مؤرج: هو الكتاب بلغة حِمْيَر.ويعني بقوله: {وإنهما} أصحاب الأيكة وقوم لوط. اهـ. .قال ابن عطية: قوله: {وجاء أهل المدينة}،يحتمل أن رجع الوصف أمر جرى قبل إعلام لوط بهلاك أمته، ويدل على هذا أن محاجة لوط لقومه تقتضي ضعف من لم يعلم إهلاكهم، وأن الأضياف ملائكة، ويحتمل قوله: {وجاء أهل المدينة} أن يكون بعد علمه بهلاكهم، وكان قوله ما يأتي من المحاورة على جهة التهكم عنهم والإملاء لهم والتربص بهم.قال القاضي أبو محمد: والاحتمال الأول عندي أرجح، وهو الظاهر من آيات غير هذه السورة، وقوله: {يستبشرون} أي بالأضياف طمعًا منهم في الفاحشة، والضيف مصدر وصف به، فهو يقع للواحد والجميع والمذكر والمؤنث، وقولهم {أو لم ننهك عن العالمين} روي أنهم قد تقدموا إليه في أن لا يضيف أحدًا ولا يجيره، لأنهم لا يراعونه ولا يكتفون عن طلب الفاحشة فيه، وقرأ الأعمش {إن دابر} بكسر الهمزة وروي أن في قراءة عبد الله {وقضينا إليه ذلك الأمر وقلنا إن دابر هؤلاء مقطوع}، وذكر السدي أنهم إنما كانوا يفعلون الفاحشة مع الغرباء ولا يفعلونها بعضهم ببعض، فكانوا يعترضون الطرق، وقول لوط عليه السلام {هؤلاء بناتي} اختلف في تأويله، فقيل أراد نساء أمته لأن زوجات النبيين أمهات الأمم وهو أبوهم فالنساء بناته في الحرمة والمراد بالتزويج، ويلزم هذا التأويل أن يكون في شرعه جواز زواج الكافر للمؤمنة، وقد ورد أن المؤمنات به قليل جدًا، وقيل إنما أراد بنات صلبه ودعا إلى التزويج أيضًا قاله قتادة ويلزم هذا التأويل أيضًا ما لزم المتقدم في ترتيبنا.قال القاضي أبو محمد: ويحتمل أن يريد بقوله عليه السلام هؤلاء بناتي بنات صلبه، ويكون ذلك على طريق المجاز، وهو لا يحقق في إباحة بناته وهذا كما تقول لإنسان تراه يريد قتل آخر اقتلني ولا تقتله فإنما ذلك على جهة التشنيع عليه والاستنزال من جهة ما واستدعاء الحياء منه، وهذا كله من مبالغة القول الذي لا يدخله معنى الكذب بل الغرض منه مفهوم، وعليه قول النبي عليه السلام «ولو كمفحص قطاة»، إلى غير هذا من الأمثلة والعَمر والعُمر بفتح العين وضمها واحد، وهما مدة الحياة، ولا يستعمل في القسم إلا بالفتح، وفي هذه الآية شرف لمحمد عليه السلام لأن الله تعالى أقسم بحياته ولم يفعل ذلك مع بشر سواه، قاله ابن عباس.قال القاضي أبو محمد: والقسم بـ: {لعمرك} في القرآن، وب لعمري ونحوه في أشعار العرب وفصيح كلامها في غير موضع.كقوله: الطويل.وقوله الآخر: الوافر:. وكقول الآخر: طرفة بن العبد الطويل: والعرب تقول لعمر الله، ومنه قول الشاعر: وقال الأعشى: الكامل. ويروى وهلالها، وقال بعض أصحاب المعاني، لا يجوز هذا لأنه لا يقال لله تعالى عمر، وإنما يقال بقاء أزلي ذكره الزهراوي، وكره إبراهيم النخعي أن يقول الرجل لعمري لأنه حلف بحياة نفسه، وذلك من كلام ضعفة الرجال، ونحو هذا، قول مالك في لعمري ولعمرك أنها ليست بيمين، وقال ابن حبيب ينبغي أن تصرف {لعمرك} في الكلام اقتداء بهذه الآية، و{يعمهون} يرتبكون ويتحيرون، والضمائر في {سكرتهم} يراد بها قوم لوط المذكورون، وذكر الطبري أن المراد قريش، وهذا بعيد لأنه ينقطع مما قبله ومما بعده، وقوله: {لفي سكرتهم} مجاز وتشبيه، أي في ضلالتهم وغفلتهم وإعراضهم عن الحق ولهوهم، و{يعمهون} معناه يتردون في حيرتهم، و{مشرقين} معناه قد دخلوا في الإشراق وهو سطوع ضوء الشمس وظهوره قاله ابن زيد.قال القاضي أبو محمد: وهذه الصيحة هي صيحة الوجبة وليست كصيحة ثمود، وأهلكوا بعد الفجر مصبحين واستوفاهم الهلاك مشرقين، وخبر قوله: {لعمرك} محذوف تقديره لعمرك قسمي أو يميني، وفي هذا نظر، وقرأ ابن عباس وعمرك، وقرأ الأشهب العقيلي {لفي سُكرتهم} بضم السين، وقرأ ابن أبي عبلة {لفي سكراتهم}، وقرأ الأعمش {لفي سكرهم} بغير تاء، وقرأ أبو عمرو في رواية الجهضمي {أنهم في سكرتهم} بفتح الألف، وروي في معنى قوله: {جعلنا عاليها سافلها} أن جبريل عليه السلام اقتلع المدينة بجناحيه ورفعها حتى سمعت ملائكة السماء صراخ الديكة ونباح الكلاب ثم قلبها وأرسل الكل، فمن سقط عليه شيء من جرم المدينة مات، ومن أفلت منهم أصابته {حجارة من سجيل}، و{سجيل} اسم من الدنيا، وقيل لفظة فارسية، وهي الحجارة المطبوخة من الطين كالآجر ونحوه، وقد تقدم القول في هذا و{المتوسمون} قال مجاهد المتفرسون، وقال الضحاك الناظرون، وقال قتادة المعتبرون، وقيل غير هذا مما هو قريب منه، وهذا كله تفسير بالمعنى، وأما تفسير اللفظة فإن المعاني التي تكون في الإنسان وغيره من خير أو شر يلوح عليه وسم عن تلك المعاني، كالسكون والدماثة واقتصاد الهيئة التي تكون عن الخير ونحو هذا، فالمتوسم هو الذي ينظر في وسم المعنى فيستدل به على المعنى، وكأن معصية هؤلاء أبقت من العذاب والإهلاك وسمًا، فمن رأى الوسم استدل على المعصية به واقتاده النظر إلى تجنب المعاصي لئلا ينزل به ما نزل بهم، ومن الشعر في هذه اللفظة قول الشاعر: الطويل. وقال آخر: وقال آخر: والضمير في قوله: {وإنها} يحتمل أن يعود على المدينة المهلكة؛ أي أنها في طريق ظاهر بين للمعتبر، وهذا تأويل مجاهد وقتادة وابن زيد، ويحتمل أن يعود على الآيات، ويحتمل أن يعود على الحجارة، ويقوي هذا التأويل ما روي أن النبي عليه السلام قال: «إن حجارة العذاب معلقة بين السماء والأرض منذ ألفي سنة لعصاة أمتي»، وقوله: {الآية} أي أمارة وعلامة كما تقول آية ما بيني وبينك كذا وكذا.{وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ (78) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ (79)}{الأيكة} الغيضة والشجر الملتف المخضر يكون السدر وغيره، قال قتادة، وروي أن أيكة هؤلاء كانت من شجر الدوم، وقيل من المقل، وقيل من السدر، وكان هؤلاء قومًا يسكنون غيضة ويرتفقون بها في معايشهم فبعث الله إليهم شعيبًا فكفروا فسلط الله عليهم الحر فدام عليهم سبعة أيام ثم رأوا سحابة فخرجوا فاستظلوا تحتها فاضطرمت عليهم نارًا، وحكى الطبري قال: بعث شعيب إلى أمتين كفرتا فعذبتا بعذابين مختلفين: أهل مدين عذبوا بالصيحة، و{أصحاب الأيكة}، ولم يختلف القراء في هذا الموضع في إدخال الألف واللام على أيكة، وأكثرهم همز ألف أيكة بعد اللام، وروي عن بعضهم أنه سهلها ونقل حركتها إلى اللام فقرأ {أصحاب الأيكة} دون همز، واختلفوا في سورة الشعراء وفي صورة ص، و{إن} هي المخففة من الثقيلة على مذهب البصريين، وقال الفراء {إن} بمعنى ما، واللام في قوله: {لظالمين} بمعنى إلا. قال أبو علي: الأيك جمع أيكة كترة وتمر.قال القاضي أبو محمد: ومن الشاهد على اللفظة قول أمية بن أبي الصلت: ومنه قول جرير: الوافر:. ومنه قول الآخر: ومنه قول الهذلي: وأنشد الأصمعي: البسيط. والضمير في قوله: {وإنهما} يحتمل أن يعود على المدينتين اللتين تقدم ذكرهما: مدينة قوم لوط، ومدينة أصحاب الأيكة، ويحتمل أن يعود للنبيين: على لوط وشعيب، أي أنهما على طريق من الله وشرع مبين، والإمام في كلام العرب الشيء الذي يهتدي به ويؤتم، يقولونه لخيط البناء، وقد يكون الطريق، وقد يكون الكتاب المفيد، وقد يكون القياس الذي يعمل عليه الصناع، وقد يكون الرجل المقتدى به، ونحو هذا، ومن رأى عود الضمير في {إنهما} على المدينتين قال الإمام الطريق، وقيل على ذلك الإمام الكتاب الذي سبق فيه إهلاكهما. اهـ. .قال ابن الجوزي: قوله تعالى: {وجاء أهلُ المدينة}وهم قوم لوط، واسمها سَدُوم، {يستبشرون} بأضياف لوط، طمعًا في ركوب الفاحشة، فقال لهم لوط: {إِن هؤلاء ضيفي فلا تفضحونِ} أي: بقصدكم إِياهم بالسوء، يقال: فضَحَه يفضَحُه: إِذا أبان من أمره ما يلزمه به العار، وقد أثبت يعقوب ياء {تفضحون} و{لا تُخزون} في الوصل والوقف.قوله تعالى: {أوَلم ننهك عن العالَمين} أي: عن ضيافة العالَمين.قوله تعالى: {بناتي إِن كنتم} حرك ياء {بناتيَ} نافع، وأبو جعفر.قوله تعالى: {لعمرك}فيه ثلاثة أقوال:أحدها: أن معناه: وحياتك يا محمد، رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس.والثاني: لَعَيْشُك، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال الأخفش، وهو يرجع إِلى معنى الأول.والثالث: أن معناه: وحقّك على أمتك، تقول العرب: لَعَمْرُ الله لا أقوم، يعنون: وحَق الله، ذكره ابن الأنباري.قال: وفي العَمْرِ ثلاث لغات.عَمْرٌ وعُمْرٌ وعُمُرٌ، وهو عند العرب: البقاء.وحكى الزجاج أن الخليل وسيبويه وجميع أهل اللغة قالوا: العَمْرُ والعُمْرُ في معنى واحد، فإذا استُعمل في القسَم، فُتح لا غير، وإِنما آثروا الفتح في القسَم، لأن الفتح أخف عليهم، وهم يؤكدون القسَم بـ: لعَمري ولعَمّرك، فلما كثر استعمالهم إِياه، لزموا الأخف عليهم، قال: وقال النحويون: ارتفع {لَعمرُكَ} بالابتداء، والخبر محذوف، والمعنى: لعَمْرك قَسَمي، ولعَمْرك ما أُقسِمُ به، وحُذف الخبر، لأن في الكلام دليلًا عليه.المعنى: أُقسِم {إِنهم لفي سكرتهم يعمهون}.وفي المراد بهذه السكرة قولان:أحدهما: أنها بمعنى الضلالة، قاله قتادة.والثاني: بمعنى الغفلة، قاله الأعمش.وقد شرحنا معنى العَمَه في سورة [البقرة: 15].وفي المشار إِليهم بهذا قولان.أحدهما: أنهم قوم لوط، قاله الأكثرون.والثاني: قوم نبينا صلى الله عليه وسلم، قاله عطاء.قوله تعالى: {فأخذتهم الصيحة} يعني: صيحة العذاب، وهي صيحة جبريل عليه السلام.{مُشرقين} قال الزجاج: يقال: أشرقنا، فنحن مُشرقون: إِذا صادفوا شروق الشمس، وهو طلوعها، كما يقال: أصبحنا: إِذا صادفوا الصبح، يقال: شَرَقت الشمس: إِذا طلعت، وأشرقت: إِذا أضاءت وصَفَت، هذا أكثر اللغة.وقد قيل: شَرَقت وأشرقت في معنى واحد، إِلا أن {مُشرقين} في معنى مصادِفين لطلوع الشمس.قوله تعالى: {فجعلنا عاليها سافلها} قد فسرنا الآية في سورة [هود: 82].وفي المتوسِّمين أربعة أقوال:أحدها: أنهم المتفرِّسُون، روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اتقوا فِراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله» ثم قرأ {إِن في ذلك لآيات للمتوسِّمين} قال: المتفرِّسين، وبهذا قال مجاهد، وابن قتيبة.قال ابن قتيبة: يقال: توسَّمتُ في فلان الخير، أي: تبيَّنتُه.وقال الزجاج: المتوسمون، في اللغة: النُّظَّار المتثبِّتون في نظرهم حتى يعرفوا حقيقة سِمة الشيء، يقال: توسمت في فلان كذا، أي: عرفت وسم ذلك فيه.وقال غيره: المتوسم: الناظر في السِّمَة الدالة على الشيء.والثاني: المعتبرون، قاله قتادة.والثالث: الناظرون، قاله الضحاك.والرابع: المتفكرون، قاله ابن زيد، والفراء.قوله تعالى: {وإِنها} يعني: قرية قوم لوط {لبسبيل مقيم} فيه قولان:أحدهما: لَبِطريق واضح، رواه نهشل عن الضحاك عن ابن عباس، وبه قال قتادة، والزجاج.وقال ابن زيد: لبِطَريق متبيَّن.والثاني: لبهلاك.رواه أبو رَوْق عن الضحاك عن ابن عباس، والمعنى: إِنها بحال هلاكها لم تُعْمَر حتى الآن، فالاعتبار بها ممكن، وهي على طريق قريش إِذا سافروا إِلى الشام.قوله تعالى: {وإِن كان أصحاب الأيكة الظالمين}قال الزجاج: معنى {إِنْ} واللام: التوكيدُ، والأيك: الشجر الملتف، فالفصل بين واحده وجمعه، الهاء.فالمعنى: أصحاب الشجرة.قال المفسرون: هم قوم شعيب، كان مكانُهم ذا شجر، فكذَّبوا شعيبًا فأُهلكوا بالحرِّ كما بيَّنا في [سورة هود: 87].قوله تعالى: {وإِنهما} في المكنى عنهما قولان.أحدهما: أنهما الأيكة ومدينة قوم لوط، قاله الأكثرون.والثاني: لوط وشعيب، ذكره ابن الأنباري.وفي قوله: {لبإمام مبين} قولان:أحدهما: لبطريق ظاهر، قاله ابن عباس.قال ابن قتيبة: وقيل للطريق: إِمام، لأن المسافر يأتمُّ به حتى يصير إِلى الموضع الذي يريده.والثاني: لفي كتاب مستبين، قاله السدي.قال ابن الأنباري: {وإِنهما} يعني: لوطًا وشعيبًا بطريق من الحق يؤتم به. اهـ.
|